Doc P 848326 637634004803213826 1
Doc P 848326 637634004803213826 1

ما وراء كواليس المحطات… “حلوينة” من نوع خاص و”مين بزيد”

إنها الساعة التاسعة مساءً… خبرٌ عاجلٌ وصل إلى أهالي إحدى المناطق ملخصه أن محطة وقود في المنطقة سوف تفتح أبوابها لتعبئة البنزين ولكن فقط لأهالي المنطقة، وكأن البنزين ينقطع حين يصطف أحد المواطنين القادمين من منطقة أخرى حتى لو كان بحاجة ماسة لمادة البنزين.

تسرب الخبر إلى خارج المنطقة المعنية. أحد المواطنين الذي كان بحاجة ماسة للبنزين ترجل إلى سيارته وذهب نحو المحطة مصطفًّا في طابور، وما إن وصل هذا ما لاحظه: شرطي بلدية يراقب الوضع، يسير ببطء إلى جانب كل سيارة وكأنه يدقق إذا كان هناك “إرهابي” ما من خارج المنطقة يريد تعبئة البنزين، ومن يشكك به يسأله: هل أنت من هنا؟ وحسب إجابة المعني فإذا كان من المنطقة يأخذ “كارت بلانش ” وإذا لم يكن يحكم عليه بـ”قطع بنزينه” بتهمة أنه كان بحاجة لهذه المادة وتشجع بالقدوم لغير منطقته، وكأن البنزين بات حكرًا على فئة معيّنة من الناس وخاضعا للاعتبارات المناطقية.

هذه الرواية يمكن أن نجد مثيلًا لها في كل منطقة لبنانية وهي شكل من أشكال المحسوبية التي يعتمد عليها أصحاب المحطات أو المسؤولين عنها، مع ما يرافقها أحيانًا من تلاعب للاستفادة من المزيد من الأموال.

يروي “س. غ” قصته مع محطات الوقود فيقول: “اعتدت أن أزود سيارتي بالبنزين من محطة وقود أعرفها لكن الأزمة التي نمر بها تجبرنا على الوقوف في الطوابير ولكي أتجنب هذا الأمر أصبحت أتجه بسيارتي فورًا إلى المغسل وبعدها لتعبئة البنزين من دون أن يجبرني العاملون على الوقوف في الطابور بالأخص حين يستحصلون على “الحلوينة” أي ما يعرف بالبخشيش”.
إذًا الحلوينة هي شكلٌ آخر من الأشكال التي تجعل شخصًا ما محسوبًا على المحطة، ولكن هناك نوعًا آخر من “الحلوينة” ويبعد كل البعد عن البخشيش.
تقول الفتاة” ه. ر” والتي يكمن بيت أهلها بالقرب من محطة وقود:” عادة كنت أقوم بتزويد سيارتي بالوقود من المحطة التي تقع بالقرب من المنزل وحين بدأت أزمة الوقود أخذ العاملون يتوصون بي إلى أن تطور الموضوع وأخذ أحدهم رقم هاتفي”.
وتضيف: “أصبح العامل الذي أخذ رقم هاتفي يريد أن يوصل لي البنزين بغالونات إلى منزلي وهذا ما أخذته بحسن نية إلى أن شعرت لاحقًا أنه يهدف إلى التقرب مني من خلال الرسائل التي كان يرسلها لي ما دفعني لمنعه من القدوم للمنزل قائلة له إن والدي هو من سيذهب للمحطة”.

تلاعب واستغلال
ويترافق مع المحسوبية استغلال للأزمة يقوم به أصحاب المحطات بهدف كسب أكبر قدر من المال. ومن أحد أشكال الاستغلال بيع البنزين على قاعدة “مين بزيد”.

ينتظر أحد العاملين في المحطات أن تصل أزمة البنزين إلى أوجها فتقفل المحطات أبوابها ليصبح المواطن الذي يحتاج هذه المادة “يبرم السند والهند” لكي يستحصل على كمية قليلة من البنزين قد تكفي أو لا تكفي حاجته.
ويعمد هذا العامل الى تعبئة البنزين في غالونات ليبيعها لمن يعطيه السعر الأعلى، وهذا ما حصل مع “خ. م” الذي كان بحاجة قصوى إلى غالون بنزين يزود به سيارته ليجده أخيرًا ولكن بسعر مرتفع مع إبلاغه أنه في حال حصل “صاحب” الغالون على سعر أعلى فلن يعطيه له.
أحد أشكال الاستغلال الأخرى يبرز من خلال ما حصل مع المواطن “أ. ن. د” قبل أيام حين توجه إلى إحدى المحطات لتعبئة البنزين وفور وصوله كان هناك عدد قليل من السيارات يتم تعبئتها ليتم إبلاغه أنه لن يمكنه تزويد سيارته لأن “البنزين قد نفد”، إلا أنه وبعد ترجله من السيارة وإبلاغه صاحب المحطة أن من زبائنه تمنى عليه الأخير أن ينتظر قرب أحد المحلات إلى حين أن يهدأ الوضع ليتم بعد ذلك تعبئة خزان سيارته على قاعدة “لا مين شاف ولا مين دري”.
كثيرون من أصحاب المحطات يعمدون إلى تعبئة قدر معين من البنزين ليتحججوا بعد ذلك بنفاد الكمية لعلهم يستفيدون من المزيد من النقود في حال ارتفاع سعر صفيحة البنزين أكثر.
أحد أصحاب المحطات سابقًا يشير في هذا الإطار إلى أنه “لا يوجد أي محطة تنفد كمية الوقود لديها بشكل كامل”، لافتًا إلى أن بعض أصحاب المعطات يعمدون إلى تعبئة البنزين في بئر سري يكون بعيدًا عن عيون “أمن الدولة” التي تسيّر دورياتها لمراقبة المحطات التي تحتكر البنزين.

ولكن إن كانت “أمن الدولة” تراقب موضوع الاحتكار، من بإمكانه أن يراقب المحسوبية وأنواع الاستغلال الأخرى؟
لبنان 24

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *