التهديد يطرق أبواب العاصمة… كاتس يتوعّد: سنضرب بيروت إذا واصل الحزب “اللعب بالنار”!

تتسارع وتيرة التطورات الميدانية والسياسية على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، وسط مؤشرات متزايدة على مرحلة تصعيد جديدة قد تضع المنطقة على حافة مواجهة واسعة.

بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، تشير تقديرات استخباراتية غربية إلى أن حزب الله نجح جزئيًا في إعادة بناء شبكة إمداداته العسكرية، حيث تلقى شحنات من الأسلحة عبر إيران عبر العراق وسوريا. كما أكدت الاستخبارات الإسرائيلية أن الحزب يواصل تعزيز قدراته العسكرية ونفوذه داخل لبنان، خاصة في شمال نهر الليطاني.

تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل

التهديدات الإسرائيلية تتصاعد بشكل واضح، حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية إن “لن يكون هناك مكان محصّن في لبنان إذا واصل الحزب إعادة تسليحه”، مشيرة إلى سلسلة الضربات الجوية شبه اليومية التي تنفذها تل أبيب ضد أهداف يعتقد أنها تابعة لحزب الله في مناطق الجنوب والبقاع، دون أن تتطور الأمور حتى الآن إلى حرب شاملة.

الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات استهداف دقيقة لقيادات ميدانية من الحزب. آخر هذه الاستهدافات كان في النبطية حيث قُتل عنصر من الحزب إثر غارة لطائرة مسيرة، وذلك بعد أيام قليلة من مقتل قائد ميداني في “قوة الرضوان”، الذراع الهجومية للحزب.

تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي

إسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، لم يتردد في تهديد لبنان مباشرة، قائلًا إن بلاده قد “تضرب بيروت” إذا واصل حزب الله “اللعب بالنار”. بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح بتحويل لبنان إلى جبهة جديدة ضدها.

ردود الفعل اللبنانية

في بيروت، تتسم التصريحات الرسمية بالحذر والوعي الكبير بالتوازن بين الضغوط الدولية ومتطلبات السيادة الوطنية. الرئيس جوزاف عون دعا إلى اعتماد لغة التفاوض، مشددًا على أن الحرب ليست خيارًا، وأن لبنان ملتزم باتفاق تشرين الثاني 2024 الذي ينص على التهدئة الدائمة ووقف الأعمال العدائية.

وفي تصريح له، شدد وزير الخارجية يوسف رجّي على أن الحكومة ترى في الحل الدبلوماسي السبيل الوحيد لتفادي التصعيد. كما أكد تمسك الحكومة بـ حصر السلاح بيد الدولة والاتفاق على الطائف، مشيرًا إلى أن تحييد لبنان عن سياسة المحاور هو الطريق الوحيد لحماية استقراره الداخلي.

تحذيرات من مستشار الدفاع الإسرائيلي

من جانبه، حذر ألون أفيتار، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، من أن المنطقة قد تكون على أعتاب أزمة أوسع وأخطر من الجولات السابقة من التوتر، مشيرًا إلى أن الأوضاع في الجنوب اللبناني تتجه نحو مسار تصعيد خطير. كما أكد أن ملف الحدود مع لبنان بات في صدارة الاهتمام الإسرائيلي.

وقال أفيتار لقناة “سكاي نيوز عربية” إن إسرائيل تمتلك ملفًا استخباراتيًا متكاملاً حول إعادة تسليح حزب الله، مؤكدًا أن تل أبيب نقلت معلومات تفصيلية إلى الإدارة الأميركية و الوسطاء الدوليين حول استمرار تهريب الأسلحة عبر الأراضي السورية، رغم بعض المحاولات من دمشق وبيروت للحد منها.

رد إسرائيل على التهريب والتسليح

أضاف أفيتار أن عمليات التهريب وإعادة التسليح مستمرة في الشمال و الجنوب، وأن إسرائيل ترد على ذلك بـ “رسائل نارية” تهدف إلى الردع وليس إلى حرب مفتوحة. وأوضح أن إسرائيل تستخدم الغارات الجوية كـ رسائل تحذيرية تؤكد استعدادها للتحرك الميداني في أي وقت.

وأشار إلى أن الوجود العسكري الإسرائيلي على الحدود هو إجراء دفاعي وليس احتلالًا، بهدف حماية الحدود الشمالية بعد بناء الجدار الحدودي.

فجوة بين التصريحات اللبنانية والإجراءات العملية

أفيتار اعتبر أن هناك فجوة واسعة بين التصريحات السياسية اللبنانية والإجراءات العملية. وأكد أنه لم يتم تسجيل أي مواجهة فعلية بين الجيش اللبناني وحزب الله، بينما تتواصل عمليات التهريب وإعادة التسليح، مما يرفع احتمال اندلاع مواجهة جديدة في الجنوب يوما بعد آخر.


المصدر: سكاي نيوز عربية

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

“تشديد” في الأسلاك العسكرية

عُلم أن الأسلاك العسكرية على اختلافها قد رفعت مؤخرًا منسوب التدقيق على العسكريين، مع التركيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *