خبايا رداءة الإنترنت.. جهِّزوا أنفسكم لدولرة فواتيركم

زادت فواتير اشتراكات الإنترنت على المواطنين بأكثر من نصف ما كانت عليه سابقاً. وبدأ المزوِّدون بتحضير مشتركيهم نفسياً لرفع الأسعار منذ شهر تموز الماضي، على وقع تبلُّغِهم من الشركات المزوّدة للإنترنت قرار رفع الأسعار وقبض دولارهم على سعر 3900 ليرة مرحلياً. علماً أن الشركات المزوّدة تشتري خدمة الإنترنت من هيئة أوجيرو بالدولار الرسمي. ومع كل ذلك، لا يتلقّى المشتركون خدمات كافية، بل يتحمّلون التراجع المستمر لجودة الإنترنت، إن على مستوى الأفراد أو الشركات.

رفع الأسعار وتراجع الخدمات
ارتفعت الأسعار وأُجبِرَ المشتركون على قبولها، نظراً لحاجتهم للإنترنت، والتي زادها واقع العمل والتعليم من بُعد تحت وطأة انتشار فيروس كورونا. فارتفع الضغط على الشبكات ومعها شكاوى المشتركين، التي تبدأ عند المزوّع المباشر للمشتركين، مروراً بشركات التوزيع، وانتهاءً بالشركات المزوّدة.
تبرير الشركات المزوّدة لتراجع الخدمة بحسب “المدن”، هو عدم إفراج أوجيرو عن المزيد من حزمات الإنترنت. ويصل التبرير إلى المشتركين الذين يضعون اللوم على أوجيرو، انطلاقاً من سخطهم على الدولة التي نجحت في اكتساب سمعة سيئة. وعليه، استمر المشتركون بدفع كلفة مرتفعة لقاء خدمة تتراجع باستمرار.

أوجيرو تُبرِّر
ترفض هيئة أوجيرو إلقاء اللوم عليها، لأن المشكلة لدى الشركات وليس الهيئة. “نوعية الإنترنت التي تأخذها الشركات ما زالت هي نفسها”، يقول المدير العام لهيئة أوجيرو، عماد كريدية. ويشرح  بأن الشركات الموزّعة للإنترنت “تطالب أوجيرو بزيادة حزمة الإنترنت، لكن أوجيرو ترفض لأن الشركات لم تقدّم للهيئة تبريراً للزيادة، كارتفاع عدد مشتركيها مثلاً”.

ويوضح كريدية أن المشكلة التي يعاني منها المشتركون تبدأ من التوزيع غير المتكافىء للحزمات. فالشركات تعطي الحزمات لعدد أكبر مما ينبغي، فيزيد الضغط وتتراجع الخدمة. كما تحاول أوجيرو من خلال الرفض أن تتفادى “التوزيع غير الشرعي”.
“أوجيرو غير مسؤولة عن طريقة توزيع حزم الانترنت التي تشتريها الشركات”، يقول كريدية. فالشركات “هي التي تقرر كيفية توزيع الانترنت على الموزعين لتضمن ربحها”. وحول الربح، يكشف كريدية أن الشركات “لم تخسر في مسألة الأسعار، بل خسرت من معدل أرباحها. ولذلك، تحاول رفع الأسعار باستمرار، وهو أمر مبرر لأن الأكلاف ترتفع بالدولار بشكل جنوني”.
إذاً، للزبون خيار واضح وهو أوجيرو. إذ يدعو كريدية الزبائن للاستفادة من خدمات أوجيرو التي تقدم إنترنت بجودة جيدة.

الشركات توفّر في أكلافها
خلف الشكاوى المتواصلة للمشتركين في كل المناطق، يكمن الهدف الأساس لشركات الإنترنت، وهو توفير الأكلاف وتحقيق المزيد من الربح. وتشرح مصادر من بين مزوّدي الإنترنت لـ”المدن”، بأن الشركات “تملك صحوناً وبطاريات ومحطات إرسال كثيرة. وتقسّم مشتركيها إلى مجموعات وتوزّعها على محطات الإرسال التابعة لها، وكل محطة لديها قدرة معينة على استيعاب عدد محدد من المشتركين، وإن زاد العدد عن الحد الطبيعي، تضطر الشركة لزيادة محطة إضافية. وما يحصل اليوم هو أن الشركات تُخرِج عدداً من المحطات عن العمل، أي تُطفئها، وهو أمر يحتاج إلى بضع ثوانٍ، وتُحمِّل المحطات الأخرى، عدد مشتركين أكبر، فتتراجع خدمة الإنترنت”.

الشركات غير مهتمة حالياً باعتراضات زبائنها، بل تقع أولويتها في حدود “توفير المازوت وتفادي الأعطال وإجراء عمليات الصيانة وشراء المعدات بالدولار”. وهذا الهَم، ينفي مسؤولية أوجيرو عن تراجع جودة الإنترنت، بل يؤكد من ناحية أخرى أن “الشركات المزوّدة تقوم بلعبتها بالتكافل والتضامن، وهو ما يبيّنه ضعف الإنترنت لدى كل اللبنانيين في الوقت نفسه. فهل يُعقل أن الشركات المزوّدة تعرّضت لأزمة واحدة في اللحظة عينها؟ كما أن أي شركة لن تسمح في الوضع الطبيعي، أن تتراجع الخدمة لديها، لأن المزوّدين سينتقلون إلى شركة أخرى، وهو ما لم يحصل اليوم، ما يشي بوجود قرار مخفي مشترك لدى الشركات”.

على المقلب الآخر، توضح المصادر أن “حجّة أوجيرو ضعيفة أيضاً. إذ لا يمكنها التذرّع بعدد المشتركين لزيادة حزمة الإنترنت، فالشركات المزودة تدفع ثمن الحزمة، بعيداً من عدد المشتركين. فالحقيقة في مكان آخر”.
الحقيقة برأي المصادر مرتبطة بسعر الدولار. فكما تبحث الشركات عن زيادة أرباحها، كذلك تفعل الدولة، عبر هيئة أوجيرو، وهو أمر منطقي. فالشركات “تسارع إلى حجز حزم إضافية من الإنترنت لدى أوجيرو، استباقاً لإمكانية رفع أوجيرو الكلفة عن طريق رفع سعر صرف الدولار. وأوجيرو أيضاً، لا تريد بيع حزم إضافية بالسعر الرسمي الحالي، فربما تتوافق القوى السياسية على رفع سعر الصرف الرسمي، فتحقق الدولة أرباحاً إضافية”.

أرباح الكارتيلات
تشكّل الشركات المزوّدة للإنترنت كارتيلاً واحداً، يبحث عن زيادة أرباحه بأي وسيلة. ولأن زيادة أسعاره غير ممكنة بشكل رسمي، لأن عقوده مع الدولة بأسعار ثابتة، “تلجأ الشركات لطرق ملتوية، إذ تدخل بتسوية مع موزّعي الإنترنت الذين يأخذون الخدمة من المزوّدين. فالموزّعون يمكنهم زيادة فواتيرهم على المشتركين، وبالتالي، يأخذ المزوّدون نسبة من أرباح الموزّعين”.

يلاحظ المشتركون أن الإنترنت يتراجع في ساعات مختلفة، حسب سرعة سحب الإنترنت. لكن بشكل عام، تزيد سرعة الإنترنت بعد منتصف الليل وصولاً إلى منتصف النهار، وتبدأ بالتراجع الواضح من الساعة 2 بعد الظهر إلى منتصف الليل. وهكذا تتكرر العملية “إلى أن تحين اللحظة المناسبة لزيادة الأسعار مرة أخرى، وهو أمر حاصل في المستقبل القريب، لا محالة”.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

“المال” مصرّة على رسوم المحروقات لتمويل زيادات العسكريين… ولو بقانون

“المال” مصرّة على رسوم المحروقات لتمويل زيادات العسكريين… ولو بقانون أثارت الرسوم الإضافية التي أقرها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *